هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى شباب ثانوى لكنيسة السيدة العذراء مريم عياد بك بشبرا
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 اللغة القبطية (الجزء الثالث والرابع)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
MINANABH




ذكر عدد الرسائل : 243
العمر : 32
تاريخ التسجيل : 16/06/2008

اللغة القبطية (الجزء الثالث والرابع) Empty
مُساهمةموضوع: اللغة القبطية (الجزء الثالث والرابع)   اللغة القبطية (الجزء الثالث والرابع) I_icon_minitimeالخميس يونيو 19, 2008 9:14 pm

الجزء الثالث
غدت اللغة اليونانية هي اللغة الرسمية لمصر منذ فتح الإسكندر الأكبر لمصر في الثلث الأخير من القرن الرابع قبل الميلاد، وكانت هي لغة الثقافة في العالم كله وقتذاك، وكانت اللغة المستعملة في مدرسة الإسكندرية الذائعة الصيت، على أن اللغة القبطية ظلت هي اللغة السائدة بين المصريين الوطنيين في أنحاء القطر المصري...، وإستمر هذا الوضع إلى ما بعد الفتح العربي لمصر عام 640 م، وظلت القبطية لغة رسمية في الدواوين حتى بعد الفتح العربي لمصر.

وفي خلافة "الوليد بن عبد الملك بن مروان" الأموي، وولاية واليه على مصر "عبد الله بن عبد الملك" عام 706 م (87 هـ)، أُعلنت اللغة العربية اللغة الرسمية في البلاد المصرية بدلاً من اللغة القبطية...، كان الوالي عبد الله بن عبد الملك يكره النصارى جداً، فإشتد عليهم وعمل على نزع الكتابة في الدواوين من أيديهم ونقلها إلى العربية.. ولما رأى القبط أن هذا التغيير في لغة الدواوين يفقدهم وضعهم في الدولة، عولّوا على تعلم اللغة العربية، فظهر ما عرف بإسم "السلالم" – وهي كتب تحوي الكلمات العربية مكتوبة بحروف قبطية، كما نقلت أسماء البلاد إلى العربية فتحرفت عن أصلها.

تقول د. سيدة الكاشف في كتابها "مصر في عصر الولاة": "بدأ العرب بعد فتح مصر بأقل من نصف قرن يتجهون إلى تعريب البلاد وإلى جعل اللغة العربية لغة رسمية وذلك لعدم معرفتهم باللغة القبطية.. كما تم ترجمة الإنجيل وعدة كتب دينية مسيحية أخرى إلى اللغة العربية وذلك ليعرف المسلمون إذا كان في هذه الكتب ما يمس الدين الإسلامي بسوء.. وقد ساعد التعريب على شيوع اللغة العربية وإنتشارها بين الموالي والأقباط، فأصبحت اللغة العربية لغة الدواوين، كما بدأت تظهر طبقة الكتَّاب، كذلك أصبحت اللغة العربية لغة الإدارة، فضلاً عن أنها لغة الثقافة، بالإضافة إلى كونها لغة السياسة والدين".

وما لبثت اللغة القبطية أن تلقت ضربة قاصمة على يد الخليفة الفاطمي "الحاكم بأمر الله" (996- 1021م) الذي أصدر أوامره بإبطال إستخدامها نهائياً في المنازل والطرقات العامة أيضاً، ومعاقبة كل من يستعملها بقطع لسانه.. فقد ضيق على الأولاد والبنات والسيدات بالبيوت، بأمره بقطع لسان كل سيدة تتكلم بها مع أولادها وأطفالها.

وإقتدى بالحاكم الطاغية في محاربة اللغة القبطية كثيرون ممن جاءوا بعده.
وهكذا باتت اللغة القبطية محصورة داخل الكنائس والأديرة.
وقد أتت أيام إشتد فيها الرعب على الكنيسة، فإضطر الآباء إلى وضع ستائر على أحجبة الهياكل وقت خدمة القداس خوفاً من الحكام الغاشمين الذين كانوا إذا سمعوا الصلاة باللغة القبطية يهجمون على الكنائس ويفتكون بمن فيها بدون شفقة ولا رحمة.

ومما يدل على أن اللغة العربية بدأت تناهض اللغة القبطية في القرن التاسع، تلك الرؤيا المنسوبة خطأ لأنبا صموئل القلموني- والتى يرجح أنها ترجع إلى القرن العاشر، وهي تحتوي على حث مؤثر على الإهتمام باللغة القبطية، ومنها تعرف أن اللغة العربية بدأت تحل محل اللغة القبطية حتى في جهات كثيرة بالوجه البحري..
وأول من ألف كتاباً باللغة العربية من الأقباط هو "ساويرس بن المقفَّع" أسقف الأشمونين الذي كان معاصراً للبطريرك "أفرآم بن زرعة السريانى" ال62 (975- 979)، وهو الذي ترجم سير الآباء البطاركة مما وجده من مخطوطات بدير الأنبا مقار ودير نهيا وما وجده بحوزة بعض النصارى باللغة القبطية واليونانية إلى اللغة العربية التي كانت شائعة حينذاك.

وأخذ علماء الأقباط يصيغون مؤلفاتهم بالعربية، ومن أمثلتهم "أولاد العسَّال" الذين وضعوا مؤلفات دينية ولغوية كثيرة، و"جرجس بن العميد" المعروف بـ "إبن المكين"، و"أبو شاكر بن الراهب" شماس الكنيسة المعلقة، و"شمس الرئاسة أبو البركات بن كبر"، والقس "بطرس السدمنتى"، و"علم الرئاسة بن كاتب قيصر" .. ولهذا فقد عمد هؤلاء العلماء إلى وضع قواعد مختصرة للغة القبطية وتدوين مفرداتها لحفظها من الضياع والإندثار.
وكان البابا "غبريال بن تريك" البطريرك ال70 (1131- 1146م) هو أول من صرح بقراءة الأناجيل والخطب وما إليها باللغة العربية في الكنائس، وذلك بعد تلاوتها باللغة القبطية.

وظل نجاح اللغة العربية مطرداً، حتى أنه في القرن الثالث عشر كانت اللغة العربية هي السائدة..
ولكن على الرغم من إنتشار اللغة العربية، فإن اللغة القبطية بقيت لغة التخاطب في الوجه البحري حتى القرن السابع عشر"،

وقال "المقريزي" (من القرن الخامس عشر) في كلامه عن دير موشة "والأغلب على نصارى هذه الأديرة معرفة القبطي الصعيدي.. ونساء نصارى الصعيد وأولادهم لا يكادون يتكلمون إلا القبطية الصعيدية"،
ويقول العلامة "ماسبيرو" في محاضرة له عن "صلة المصريين الأقدمين بالمصريين الحاليين" ألقاها عام 1908 "من المؤكد أن سكان صعيد مصر كانوا يتكلمون ويكتبون باللغة القبطية في السنين الأولى من القرن السادس عشر، في أوائل حكم الأتراك".

وفي القرن الثامن عشر لما قاربت اللغة القبطية على الزوال- كلغة للتخاطب، بدأ الأقباط يكتبونها بحروف عربية.
كُتبت القداسات أصلاً باللغة اليونانية، ثم تُرجمت إلى اللغة القبطية بدون مردات الشماس وبعض آلحان الشعب.. وفي مدة حكم العرب بدأت اللغة العربية تحل محل القبطية تدريجياً حتى إذا ما إنتهى القرن التاسع عشر بدأت اللغة العربية تغلب على لغة القداس، وأصبحت اللغة القبطية قاصرة على التسبحة والألحان الطويلة والألحان الموسمية.

ومع كل هذه الظروف القاسية بقيت اللغة القبطية هي لغة الكنيسة..
عن كتاب تاريخ الكنيسة القبطية – إصداركنيسة رئيس الملائكة ميخائيل ومارمينا بستاتين أيلاند بنيويورك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الجزء الرابع


هل انقرضت اللغة القبطية ؟

كلنا يعلم أن اللغة القبطية لازالت مستعملة في كنائسنا حتى اليوم في الصلوات والألحان وغيرها
لكن هل اللغة القبطية التي نصلي بها اليوم هي نفسها اللغة القبطية التي تكلم بها أجدادنا ؟
قد تندهش يا عزيزي لو عرفت أن الإجابة هي لا!!!
هل تصدق يا عزيزي انك لو استطعت الرجوع بالزمن 200سنة فقط إلى الوراء وصليت في أي كنيسة لوجدت أنهم يستخدمون لغة مختلفة اختلاف شاسع عن اللغة القبطية التي تعودنا علينا كلنا.؟
أظن أن اغلب القراء لن يكمل قراءة باقي السطور وسيسرع بغلق هذه المقالة التي يبدو أن من كتبها ليس في وعيه. لكن أعطوني فرصة للتوضيح
اللغة القبطية هي اللغة التي كانت تستخدم في مصر منذ أقدم العصور واستمرت بعد الفتح الإسلامي بفترة طويلة
وفي خلال العصور الإسلامية تعرضت اللغة للعديد من المصاعب والمشاكل والتي تسببت في ضعف اللغة تدريجيا حتى بطل استعمالها في أواخر القرن السابع عشر
بعد ذلك صارت اللغة تستخدم في الصلاة والألحان فقط وصارت الناس ترددها دون فهم
حتى جاء البابا كيرلس الرابع في القرن الثامن عشر وقرر إحياء اللغة القبطية من جديد وأمر أن تدرس اللغة في الاكليريكية
وكان معلم اللغة القبطية في هذا الوقت هو عريان أفندي جرجس مفتاح
وهذا الرجل وجد نفسه أمام مشكلة وهي أن الحروف القبطية تنطق بشكل غريب!!!.
فمن المعروف أن الأبجدية القبطية تتكون من واحد وثلاثون حرف منهم أربعة وعشرون حرف مشتقين من الحروف اليونانية وسبعه مشتقين من الديموطيقية
المشكلة التي وجدها عريان أفندي أن اليونانيين ينطقون حروفهم اليونانية بطريقة مختلفة عن الطريقة التي ينطق بها الأقباط نفس الحروف
فمثلا اليونانيين ينطقون حرف ال ڤيتا "ب" أو "ڤ" بينما كان ينطقه المصريون "ب" أو "و".
تحمس عريان أفندي هذا لفكرة تغيير نطق الحروف القبطية لتكون مشابهه للفظ اليوناني الحديث ظنا منه أن الأقباط وقد نسوا لغتهم لابد لهم أن يرجعوا إلى اليونانيين الذين لازالوا يتكلمون لغتهم لمعرفة أصوات الحروف اليونانية منهم وتطبيقها على الحروف القبطية.
لم يكن عريان أفندي يعرف –في الغالب- أن نطق الحروف اليونانية واللغة اليونانية عموما تغيرت كثيرا خلال الألفين عام التي مرت منذ استعار المصريين الحروف اليونانية من اليوناني حتى الوقت الذي عاش فيه
وننقل هنا ما كتبه أحد تلاميذ المعلم عريان أفندي جرجس المخلصين له وللفظ الذي استحدثه. وهو القمص عبد المسيح المسعودي البر موسي في كتابه "الأساس المتين في ضبط نطق المصريين" المطبوع في القاهرة سنة 1988
فقد جاء في صفحة 96 من الكتاب المذكور تحت عنوان "في تاريخ تعديل نطق بعض الحروف القبطية وسبب ذلك ومنفعته" ما يلي:
حيث أن المصريين استعملوا أحرف يونانية وشيئا من كلماتهم كما مر،، وتشارك القبطي اليوناني، فبناء على ذلك لما جعل المعلم الفاضل والعالم الغيور الكامل فريد عصره في علم اللغة القبطية جامع كتاب خدمة الشماس وطابعه بمطبعة الحجر ومؤلف أخيرا كتاب الدرة البهية في الأسرار الربية الشماس الدين الأرثوذكسي عريان أفندي جرجس مفتاح أستاذ اللغة القبطية (في المدرسة "الكلية" البطريركية سنة 1574 شهداء على عهد رئاسة البابا المعظم البابا كيرلس 110 ) رأى بفكره الثاقب ورأيه الصائب أن يعدل نطق بعض الحروف القبطية بالرجوع إلى أصلها اليوناني"
ثم يورد الكتاب أمثلة للتغير الذي استحدثه عريان أفندي في لفظ اللغة القبطية
فاوجد بذلك ما يسميه الكاتب بــ (القراءة الجديدة) ويدافع عن معلمه مساندا وجهة نظره في أفضلية (القراءة الجديدة) على (القراءة القديمة)
ونجح عريان أفندي في تعليم هذه القراءة الحديثة
وصارت اللغة القبطية تنطق بلغة غريبة على أقباط هذا الزمان
وبدأت تدرس هذه القراءة الجديدة في الاكليريكية
وقام البابا كيرلس الرابع بتقديم الدعم لها وصار يصلي بها
وهكذا انتشرت بسرعة حتى قضت على النطق الأصلي في الوجه البحري والقاهرة
لكنها واجهت بعض المقاومة في الصعيد لكنها كان تضعف تدريجيا
ويكتب ورل أيضا في كتابه موجز تاريخ القبط الذي ترجم إلى العربية وطبع ضمن رسالة مارمينا الخامسة "صفحة من تاريخ القبط"، ويقول (في صفحة 188 من الرسالة): وفي بعض جهات مصر العليا لا تزال بعض عائلات الفلاحين تتوارث كيفية نطق اللغة القبطية، ومع قلة ذلك فإنهم ينطقونها نطقا صحيحا أرقى بكثير من نطق كهنة القاهرة. وهم شديدو الفخر بوجود هذا التقليد العائلي لديهم وبما يتميز به ".
ويشهد بروفسور ورل في كتابه نصوص قبطية Worrell , Coptic ************************************************** **********s , P. 328 بأن اللفظ المعدل (الحديث) قد أدخل أخطاء وتشويشا " .
ويقول في نفس الكتاب ( ص 298 ) " كان ينبغي أن يحدث التعديل في اتجاه التقليد القروي (أي اللفظ القديم)، ولكن هذا أبعد كثيرا من أن يتوقع. فبدلا من ذلك أدخلت القيم (الصوتية) اليونانية الحديثة بانتظام. ولسوء الحظ تدرس هذه القيم بواسطة أولئك الذين يعضدون مشروع إحياء اللغة القبطية الممدوح جدا . والتقليد القديم يوجد الآن –على ما أعلم– في الصعيد فقط، أو أولئك الذي جاءوا من هناك والذين لم يستسلموا لضغط المدن"
لكن لازالت آثار اللغة القبطية الأصلية موجودة، فنورد بعض الكلمات هنا بالقبطي الأصلي والقبطي الحالي

بالقبطي الأصلي: واطس - ويصا – جاورجيوس – بسطوروس – تاوضروس – صاباؤوت – داويد – تاؤطوكوس - ارتودوكس
بالقبطي الحالي: ڤاطوس – ڤيصا – جيؤرجيوس – بيستاڤروس – ثيؤدوروس – صاڤاؤوث – داڤيد – ثيؤطوكوس - ارثوزوكس
وكما يقول وريل بقيت بقايا من يصلون بالقبطي الأصلي في الصعيد فقط وصار كل الناس في الوجه البحري والقاهرة يصلون بالقبطي المعدل ومع مرور الوقت نسي اغلب الناس موضوع تعديل اللغة ولتفسير سبب الاختلاف بين القبطي الذي يصلون به والقبطي الذي يصلي به بعض أهل الصعيد افترضوا أن من في الصعيد يصلون باللهجة الصعيدي وإننا نحن نصلي باللهجة البحري
بينما الحقيقة المرة أنهم هم من يصلي باللهجة البحري ونحن نصلي بلهجة اخترعها لنا عريان أفندي جرجس
في الستينيات من هذا القرن بدا شخص اسمه ايميل ماهر يبحث في موضوع اللغة القبطية وعرف بحقيقة التشويه الذي ادخل على اللغة
فذهب إلى الصعيد و قام بعمل تسجيلات لأناس طاعنين في السن لازالوا يعرفون كيف كان اللغة القبطية تنطق وبدا يدرس اللغة القبطية بنطقها الأصلي وبدأ الكثيرون يتهمونه بالهرطقة والبعض اسماه آريوس اللغة القبطية إلا أن البابا شنودة الثالث وقف بجانبه ورسمه قس وخصص له مكان في الكاتدرائية ليدرس فيه – في مبنى الأنبا رويس الدور الأخير- ولا زال هذا المعهد يدرس اللغة الأصلية ولكن السؤال هو هل سيتمكن هذا المعهد من إحياء اللغة القبطية من جديد أو على الأقل جعلها تستخدم في الصلوات والألحان بدلا من القبطي الحالي؟؟؟
للأسف كلما كلمت احد عن دراسة القبطي الأصلي يقول انه لا يهمه سوي أن يفهم ما يقال في الكنيسة
وكثيرون وجدتهم ويا للعجب متمسكين بالقبطي الحالي رغم كل ما عرفوه عنه
أناس كثيرين لا يقدرون معنى كلمة تراث أو لغة الأجداد
متى تحيى لغتنا الحقيقية من جديد؟ متى؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
اللغة القبطية (الجزء الثالث والرابع)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: منتدى الكتاب المقدس :: تاريخ مسيحي-
انتقل الى: